كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



880- الحَدِيث الثَّلَاثُونَ:
وَعَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه شكا إِلَيْهِ رجل الْفقر فَقَالَ «عَلَيْك بِالْبَاءَةِ».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَخْبرنِي ابْن فَنْجَوَيْهِ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن بن بشر حَدثنَا أَبُو يُوسُف مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُوسَى الصفار حَدثنَا أَبُو عبد الله أَحْمد بن نَاصح حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي عَن مُحَمَّد بن عجلَان أَن رجلا أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكا إِلَيْهِ الْحَاجة فَقَالَ لَهُ «عَلَيْك بِالْبَاءَةِ». انتهى.
881- قَوْله عَن عمر قَالَ عجبت لمن لَا يطْلب الْغناء بِالْبَاءَةِ.
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي النِّكَاح أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة أَن عمر بن الْخطاب قَالَ عجبت لرجل لَا يطْلب الْغناء بِالْبَاءَةِ وَالله تَعَالَى يَقُول فِي كِتَابه إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِم الله من فَضله. انتهى.
أخبرنَا هِشَام بن حسان عَن الْحسن عَن عمر نَحوه.
882- الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ:
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيث بَرِيرَة «هُوَ لَهَا صَدَقَة وَلنَا هَدِيَّة».
قلت رَوَاهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة فِي كتبهمْ من حَدِيث عَائِشَة قَالَت أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْم بقر فَقيل هَذَا يصدق بِهِ عَلَى بَرِيرَة فَقَالَ «هُوَ لَهَا صَدَقَة وَلنَا هَدِيَّة». انتهى.
883- قَوْله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنه كَاتب عبدا لَهُ يكنى أَبَا أُميَّة وَهُوَ أول عبد كُوتِبَ فِي الْإِسْلَام فَأَتَاهُ بِأول نجم فَدفعهُ إِلَيْهِ عمر وَقَالَ اسْتَعِنْ بِهِ عَلَى مُكَاتَبَتك فَقَالَ لَو أَخَّرته إِلَى آخر نجم قَالَ أَخَاف أَلا أدْرك ذَلِك.
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْبيُوع حَدثنَا وَكِيع عَن أبي شبيب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن عمر كَاتب عبدا لَهُ يكنى أَبَا أُميَّة فَجَاءَهُ بنجمة حِين حل فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا أُميَّة اسْتَعِنْ بِهِ فِي مُكَاتَبَتك فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو تركته حَتَّى يكون فِي آخر نجم قَالَ إِنِّي أَخَاف أَلا أدْرك ذَلِك ثمَّ قَرَأَ وَآتُوهُمْ من مَال الله الَّذِي آتَاكُم قَالَ عِكْرِمَة هُوَ أول نجم أَدَّى فِي الْإِسْلَام. انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا وَكِيع بِهِ.
884- الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ:
رُوِيَ أَنه كَانَ لعبد الله بن أبي رَأس النِّفَاق سِتّ جوَار معَاذَة ومسيك وَأُمَيْمَة وَعمرَة وأرْوَى وَقتيلَة وَكَانَ يُكْرهن عَلَى الْبغاء وَضرب عَلَيْهِنَّ ضَرَائِب فشكت ثِنْتَانِ مِنْهُنَّ إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنزلت وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم عَلَى الْبغاء... الْآيَة.
قلت رَوَاهُ مُسلم مُخْتَصرا فِي آخر صَحِيحه من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر أَن جَارِيَة لعبد الله بن أبي يُقَال لَهَا مُسَيْكَة وَأُخْرَى يُقَال لَهَا أُمَيْمَة كَانَ يُرِيدهُمَا عَلَى الزِّنَا فَشَكَتَا ذَلِك إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأنْزل الله تَعَالَى وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم عَلَى الْبغاء إِن أردن تَحَصُّنًا إِلَى قَوْله غَفُور رَحِيم.
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده فَقَالَ فِيهِ عَن الْأَعْمَش حَدثنِي أَبُو سُفْيَان قَالَ الْبَزَّار وَفِي هَذَا رد عَلَى من يَقُول إِن الْأَعْمَش لم يسمع من أبي سُفْيَان وَإِنَّمَا هُوَ صحيفَة. انتهى.
وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن مقَاتل بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء وَسَنَده إِلَى مقَاتل فِي أول كِتَابه.
885- حَدِيث «ليقل أحدكُم فَتَاي وَفَتَاتِي».
قلت تقدم فِي الْكَهْف.
886- الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «عَلَيْكُم بِهَذِهِ الشَّجَرَة زَيْت الزَّيْتُون فَتَدَاوَوْا بِهِ فَإِنَّهُ مَصَحَّة من الْبَاسُور».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه حَدثنَا يَحْيَى بن عُثْمَان بن صَالح حَدثنَا أبي حَدثنَا ابْن لَهِيعَة عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن أبي الْخَيْر عَن عقبَة بن عَامر أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «عَلَيْكُم بِهَذِهِ الشَّجَرَة» إِلَى آخِره سَوَاء.
وَعَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب طب الْفُقَرَاء.
وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم فِي علله حَدثنِي أبي عَن يَحْيَى بن عُثْمَان عَن أَبِيه ثمَّ قَالَ أبي هَذَا حَدِيث كذب. انتهى.
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ.
887- الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا خير فِي شَجَرَة فِي مقنأة وَلَا نَبَات فِي مقنأة وَلَا خير فيهمَا فِي مُضحى».
قلت غَرِيب جدا.
888- الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ:
رُوِيَ أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه مَكَثُوا عشر سِنِين خَائِفين وَلما هَاجرُوا كَانُوا بِالْمَدِينَةِ يُصْبِحُونَ فِي السِّلَاح وَيُمْسُونَ فِيهِ حَتَّى قَالَ رجل مَا يَأْتِي علينا يَوْم نَأْمَن فِيهِ وَنَضَع فِيهِ السِّلَاح فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام «لَا تَغْبُرُونَ إِلَّا يَسِيرا حَتَّى يجلس الرجل مِنْكُم فِي الْمَلأ الْعَظِيم مُحْتَبِيًا لَيْسَ فِيهِ حَدِيدَة».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا الْقَاسِم حَدثنَا الْحُسَيْن حَدثنِي حجاج عَن أبي جَعْفَر عَن أبي الْعَالِيَة فِي قَوْله تَعَالَى: {وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا الصَّالِحَات ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض} قَالَ مكث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سِنِين خَائفًا يدعوا الله سرا وَعَلَانِيَة ثمَّ أَمر بِالْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَة فَمَكثَ بهَا هُوَ وَأَصْحَابه خَائِفين... إِلَى آخِره سَوَاء وَقَالَ مجتبيا عوض مَجْلِسا.
وَأَشَارَ إِلَيْهِ الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول فَقَالَ وَرَوَى الرّبيع بن أنس عَن أبي الْعَالِيَة فِي هَذِه الْآيَة قَالَ مكث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَأَصْحَابه بِمَكَّة عشر سِنِين... إِلَى آخِره وَهَذَا مُرْسل.
وَأسْندَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِنَقص يسير فَرَوَاهُ من حَدِيث الرّبيع بن أنس عَن أبي الْعَالِيَة عَن أبي بن كَعْب قَالَ لما قدم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه الْمَدِينَة وآوتهم الْأَنْصَار رَمَتْهُمْ الْعَرَب عَن قَوس وَاحِدَة لَا يبيتُونَ إِلَّا بِالسِّلَاحِ وَلَا يُصْبِحُونَ إِلَّا فِيهِ فَقَالَ ترَوْنَ أَنا نَعِيش حَتَّى نبيت آمِنين مُطْمَئِنين لَا نَخَاف إِلَّا الله فَنزلت وعد الله الَّذين آمنُوا مِنْكُم وَعمِلُوا الصَّالِحَات ليَستَخْلِفنهم فِي الأَرْض الْآيَة وَقَالَ حَدِيث صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
وَبِهَذَا السَّنَد والمتن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره.
889- الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ:
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخلَافَة بعدِي ثَلَاثُونَ سنة ثمَّ يملك الله من يَشَاء فَيصير ملكا ثمَّ يصير بزيزي قطع سَبِيل وَسَفك دِمَاء وَأخذ أَمْوَال بِغَيْر حَقّهَا».
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ.
وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب السّنة وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْفِتَن وَالنَّسَائِيّ فِي المناقب من حَدِيث سعيد بن جمْهَان عَن سفينة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «الْخلَافَة فِي أمتِي ثَلَاثُونَ سنة ثمَّ ملك بعد ذَلِك» وَفِي لفظ يملك الله من يَشَاء قَالَ سعيد قَالَ لي سفينة أمسك مَعَك خلَافَة أبي بكر قَالَ وَخِلَافَة عمر قَالَ وَخِلَافَة عُثْمَان قَالَ وَخِلَافَة عَلّي فَوَجَدْنَاهَا ثَلَاثِينَ سنة قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث سعيد بن جمْهَان. انتهى.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَابه الْمدْخل وَزَاد فِيهِ قَالَ فَقلت لَهُ مُعَاوِيَة هُوَ أول الْمُلُوك.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْفَضَائِل وَسكت عَنهُ وَلَفْظهمَا قَالَ سعيد أمسك مَعَك خلَافَة أبي بكر سنتَانِ وَخِلَافَة عمر عشر سِنِين وَخِلَافَة عُثْمَان اثْنَا عشر وَخِلَافَة عَلّي سِتّ سِنِين.
وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة.
وَلم يرو الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره إِلَّا حَدِيث سفينة هَذَا.
وَرَوَى أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد وَالطَّيَالِسِي فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي عَن أبي عُبَيْدَة بن الْجراح ومعاذ بن جبل عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِن الله تَعَالَى بَدَأَ هَذَا الْأَمر نبوة وَرَحْمَة وَكَائِنًا خلَافَة وَرَحْمَة وَكَائِنًا ملكا عَضُوضًا وَكَائِنًا عنْوَة وَجَبْرِيَّة وَفَسَادًا فِي الْأمة يسْتَحلُّونَ الْفروج وَالْخُمُور وَالْحَرِير ينْصرُونَ عَلَى ذَلِك وَيُرْزَقُونَ حَتَّى يلْقوا الله». انتهى.
وَلم يذكر الثَّعْلَبِيّ إِلَّا حَدِيث الْفِتَن.
وَقَالَ صَاحب النِّهَايَة فِي حَدِيث أبي عُبَيْدَة أَنه سَيكون نبوة كَذَا وَكَذَا ثمَّ تكون بزيزي قطع سَبِيل وَأخذ أَمْوَال بِغَيْر حق البزيزي بِكَسْر الْبَاء وَتَشْديد الزَّاي الأولَى وَالْقصر وَمَعْنَاهُ السَّلب وَالْغَلَبَة وَقطع سَبِيل عطف بَيَان أَو بدل. انتهى.
وَقَالَ السَّرقسْطِي فِي كِتَابه الْبَز الْغَلَبَة وَالسَّلب يُقَال ابْتَزَّ الرجل إِذا جرد من ثِيَابه وَالِاسْم البزيزي وَالْبزَّة الْهَيْئَة الْحَسَنَة من الثِّيَاب.
890- الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ:
رُوِيَ أَن مُدْلِج بن عمر وَكَانَ غُلَاما أَنْصَارِيًّا أرْسلهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقت الظّهْر إِلَى عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه لِيَدْعُوهُ فَدخل عَلَيْهِ وَهُوَ نَائِم وَقد انْكَشَفَ عَنهُ ثَوْبه فَقَالَ عمر لَوَدِدْت أَن الله عَزَّ وَجَلَّ نهَى آبَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَخَدَمنَا أَن يدخلُوا علينا هَذِه السَّاعَات إِلَّا بِإِذن ثمَّ انْطلق مَعَه إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَهُ وَقد نزلت عَلَيْهِ هَذِه الْآيَة يَعْنِي قَوْله تَعَالَى: {طَوَّافُونَ عَلَيْكُم} الْآيَة.
وَقيل نزلت فِي أَسمَاء بنت مرْثَد قَالَت إِنَّا لنَدْخُل عَلَى الرجل وَالْمَرْأَة وَلَعَلَّهُمَا يكونَانِ فِي لِحَاف وَاحِد وَقيل دخل عَلَيْهَا غُلَام كَبِير فِي وَقت كرهت دُخُوله فَأَتَت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت إِن خدمنا وغلماننا يدْخلُونَ علينا فِي حَال نكْرههَا فَأنْزل الله تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لِيَسْتَأْذِنكُم الَّذين ملكت أَيْمَانكُم}.
قلت الأول نَقله الثَّعْلَبِيّ ثمَّ الْبَغَوِيّ والواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول عَن ابْن عَبَّاس من غير سَنَد وَالثَّانِي نَقله الثَّعْلَبِيّ والواحدي عَن مقَاتل.
891- الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ:
فِي الحديث: «إِن أطيب مَا يَأْكُل الْمَرْء من كَسبه وَإِن وَلَده من كَسبه».
قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ فِي الْبيُوع وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْأَحْكَام وَابْن ماجة فِي التِّجَارَات من حَدِيث عمَارَة بن عُمَيْر عَن عمته عَن عَائِشَة قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «إِن أطيب مَا أكل الرجل من كَسبه وَإِن وَلَده من كَسبه». انتهى.
قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن وَبَعْضهمْ قَالَ فِيهِ عَن أمه عَن عَائِشَة وَأَكْثَرهم قَالَ عَن عمته عَن عَائِشَة. انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْخَامِس وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ لكنه قَالَ فِيهِ عَن أمه.
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ والدارمي وَأَبُو يعلي الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي الْبيُوع وَعبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْهِبَة.
وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله وَأطَال فِي ذكر اخْتِلَاف الروَاة فِيهِ وَذكر أَنه مَحْفُوظ مَرْفُوعا وموقوفا.
وَقَالَ ابْن الْقطَّان فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام هَذَا حَدِيث يرويهِ عمَارَة بن عُمَيْر وَاخْتلف عَلَيْهِ فَقَالَ إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عمَارَة بن عُمَيْر عَن عمته أَنَّهَا سَأَلت عَائِشَة فَقَالَت فِي حجري يَتِيم فَآكل من مَاله فَقَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «إِن أطيب» فَذكره وَقَالَ الحكم عَن عمَارَة بن عُمَيْر عَن أمه عَن عَائِشَة فَذكره قَالَ وَأمه وَعَمَّته لَا يعرفان. انتهى.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد من حَدِيث حبيب الْمعلم وَابْن ماجة من حَدِيث الْحجَّاج ابْن أَرْطَأَة وَكِلَاهُمَا عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ أَتَى أَعْرَابِي إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن أبي يُرِيد أَن يجتاح مَالِي قَالَ «أَنْت وَمَالك لوالدك إِن أطيب مَا أكلْتُم من كسبكم وَإِن أَمْوَال أَوْلَادكُم من كسبكم فكلوه هَنِيئًا». انتهى.
892- الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ:
عَن أنس بن مَالك قَالَ خدمت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سِنِين وَرُوِيَ سبع سِنِين فَمَا قَالَ لشَيْء فعلته لم فعلته وَلَا قَالَ لي لشَيْء كَسرته لما كَسرته وَكنت وَاقِفًا عَلَى رَأسه أصب المَاء عَلَى يَدَيْهِ فَرفع رَأسه إِلَيّ فَقَالَ «أَلا أعلمك ثَلَاث خِصَال تنْتَفع بهَا قلت بلَى بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله قَالَ مَتى لقِيت من أمتِي أحدا فَسلم عَلَيْهِ يطلّ عمرك وَإِذا دخلت بَيْتك فَسلم عَلَيْهِم يكثر خير بَيْتك وصل صَلَاة الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَبْرَار الْأَوَّابِينَ».
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الْحَادِي وَالسِّتِّينَ من حَدِيث أبي نصر اليسع بن زيد بن سهل الزَّيْنَبِي حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن حميد الطَّوِيل عَن أنس قَالَ خدمت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سِنِين... إِلَى آخِره سَوَاء إِلَّا أَنه لم يقل فِيهِ الْأَوَّابِينَ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره.
وَرَوَاهُ أَبُو الْقَاسِم حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي فِي تَارِيخ جرجان فَذكره بِتَمَامِهِ الْأَبْرَار الْأَوَّابِينَ.
وَالْيَسع هَذَا ذكره شَيخنَا الذَّهَبِيّ فَقَالَ اليسع بن سهل الزَّيْنَبِي عَن ابْن عُيَيْنَة بِخَبَر بَاطِل وَلم أر لَهُم فِيهِ كلَاما وَهُوَ آخر من زعم أَنه سمع من سُفْيَان مَاتَ سنه نَيف وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ. انتهى.
وَالْمَوْجُود من هَذَا الحَدِيث فِي عدَّة كتب عَن أنس قَالَ أَوْصَانِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخمْس خِصَال قَالَ «أَسْبغ الْوضُوء يزدْ فِي عمرك وَسلم عَلَى من لقِيت من أمتِي يكثر حَسَنَاتك وَإِذا دخلت بَيْتك فَسلم عَلَى أهلك يكثر خير بَيْتك وصل صَلَاة الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَوَّابِينَ وَارْحَمْ الصَّغِير وَوقر الْكَبِير تكن من رُفَقَائِي». انتهى.
وَرُوِيَ من طرق:
أَحدهَا: عِنْد الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى حَدثنَا عُوَيْد بن أبي عمرَان عَن أَبِيه عبد الْملك أبي عمرَان عَن أنس... فَذكره وَسكت عَنهُ.
وَالثَّانِي: عِنْد أبي يعلي الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا مَنْصُور بن أبي مُزَاحم حَدثنَا عَمْرو ابْن أبي خَليفَة عَن ضرار بن مُسلم عَن انس... فَذكره.
وَالثَّالِث رَوَاهُ مُسَدّد فِي مُسْنده ثَنَا عَلّي بن الْجُنَيْد عَن عَمْرو بن دِينَار عَن أنس... فَذكره.
وَمن طَرِيق مُسَدّد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير.
وَالرَّابِع عِنْد ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن أَزور بن غَالب عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس... ولين أَزور تَلْيِينًا يَسِيرا.
قَالَ ابْن طَاهِر فِي كَلَامه عَلَى أَحَادِيث الشهَاب هَذَا حَدِيث رَوَاهُ أَشْعَث بن برَاز عَن ثَابت عَن انس وَأَشْعَث مَتْرُوك الحَدِيث.
وَرَوَاهُ الْفضل بن الْعَبَّاس الْبَصْرِيّ عَن ثَابت عَن أنس قَالَ الْعقيلِيّ فضل مَجْهُول وَلم يُتَابِعه عَلَيْهِ إِلَّا من هُوَ دونه أَو مثله.
وَرَوَاهُ عُوَيْد بن أبي عمرَان الْجونِي عَن أَبِيه عَن انس وعويد لَا شَيْء.
وَرَوَاهُ سعيد بن زون الثَّعْلَبِيّ عَن أنس وَسَعِيد بن زون أَيْضا لَا شَيْء.
وَرَوَاهُ الْأَزْوَر بن غَالب عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن انس وَالْأَزْوَر مُنكر الحَدِيث ضَعِيف. انتهى.
وَحَدِيث عُوَيْد رَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء وَأعله بِهِ وَقَالَ إِنَّه يروي عَن أَبِيه مَا لَيْسَ من حَدِيثه فَبَطل الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ. انتهى.
893- الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ:
عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «من قَرَأَ سُورَة النُّور أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد كل مُؤمن ومؤمنة فِيمَا مَضَى وَفِيمَا بَقِي».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث يُوسُف بن عَطِيَّة حَدثنَا هَارُون بن كثير حَدثنَا زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس. اهـ.